المركز 4: قصيدة (ما تيسر من حديث الليل) / أحمد كاظم خضير (العراق)

ما تيسَّرَ من حديثِ الليل

للشاعر / أحمد كاظم خضير (العراق – البصرة)

زينب تحدث الحسين مع نفسها ، بعد خروجه من الخيمة في الليلة الأخيرة ..

صمتٌ أخيرٌ والعيونُ تماطلُه

والليلُ تُسرعُ في الهروبِ مداخلُه

ومسافةُ الضوءِ الأخيرةُ لم تجدْ

خطواتِ صبحٍ يابسٍ تتواصلُه

قمرٌ تثائبَ عن وجوهِ العابرينَ

وعن جوابِ الأمسِ حينَ اسائلُه

أأخيُّ هذا الليلُ يعبثُ بالنوايا،

يستبيحُ الصبرَ ،

كيفَ اجادلُه؟

مازالَ يحكي لي

كما تحكي المناجلُ للسنابلِ..

بالإباءِ أبادلُه

ثمنُ الأصالةِ

أنَّ دربَكَ موغلٌ بالطارئين،

فأرهقتكَ منازلُه

الكلُّ نزفٌ آهلٌ بصداكَ،

صغْ للجرحِ صوتاً

كي تضجَّ جحافله

مذ سارَ آدمُ والشراعُ ممزقٌ

وقميصكَ الممتدُّ منكَ يحاولُه

لا تسترحْ فالارضُ مَلَّتْ رملَها

ومسارُ رحلتِها بكفّكَ حاملهُ

لا تنتظرْ قمحاً ليومكَ

فالنبوءآتُ الجديدةُ

بالقماطِ تعاجلُه

أأخيُّ كلُّ الاخضرارِ دفنتُهُ

لمْ تدَّخرْ سجناً عليَّ سنابلُه

حبرٌ هناكَ..

وشمعةٌ وقفتْ كمئذنةٍ

وبحرٌ لم تصلكَ رسائلُه

عَنونْ سمارَ السائرينَ

برحلةِ الموتِ اللذيذِ

فكلُّهم لكَ ساحلُه

فُتِقَتْ هنا رئةُ الفصولِ،

ومحورُ الرتقِ احمرارٌ..

لونُ سيفِكَ غازِلُه

وهنا تكوَّرَ فكرةً

ما قالَهُ اللهُ

الذي ارستْ عليكَ دلائلُه

وأراكَ تقترحُ الصعودَ مسيرةً

نحوَ احترافِ الموتِ حينَ تنازلُه

ما بين أروقةِ الجراحِ مُزَمَّلٌ

جمعتْ تفاصيلَ الدعاءِ أناملُه

يخضرُّ جيلٌ من تمائمِ خيمةٍ

وتضوعُ في دربِ الحروفِ خمائلُه

من قطرةٍ مالامستْ غصناً لها

الا انحنى شكراً وجذعكَ هاطلُه

للماءِ وجهٌ سوفَ يأتي مُعلِناً

خَجَلَ الفراتِ المُرِّ حينَ تقابلُه

منذُ استعارَ الماءُ لونَ ظماكَ

والأيامُ تسعى أنْ تشيخَ جداولُه

شاختْ بعيني الذكريات..

وأنتَ من تأوي خواءَ الأمنياتِ هياكلُه

قَلَقُ الجهاتِ يبيحُ بعدكَ موطناً

وتُميتُ بوصلةَ الرياحِ جدائلُه

إيقاعُ آخرِ دهشتينِ سينقضي

درباً أخيراً لن تعودَ محافلُه..

ولإن أطلتَ اليومَ قربيَ سجدةً

فغداً مُصلّاكَ الدموعُ تطاولُه


سيرة ذاتية للشاعر

·        مواليد البصرة 1992.

·        دبلوم من معهد البترول.

·        موظف في وزارة النفط العراقية.

·        عضو الهيئة الإدارية لرابطة مصطفى جمال الدين الأدبية.

·        لديه مجموعة شعرية مخطوطة بعنوان “أسيرُ باتجاه القمر”.

·        نشر في مجلات عراقية وعربية، وشارك في العديد من المهرجانات والجلسات.


ملخص تعليق المحكّمين

المعقّب : الأستاذ زكريا يوسف رضي

أنت شاعر تجيد حرفتك وصنعتك الشعرية وتقود الكلمات بشفافية عالية لعل سمة قصيدتك الأبرز هو اتكاؤها على بنية حوارية مهدت لها منذ البداية بإشارتك في صدارة القصيدة إلى أن ما سوف يأتي هو حديث زينب مع نفسها بعد خروج الحسين الأخير من خيمته .

إذن فنحن أمام ما هو أشبه بالمنولوج الشعري ولكن بالتأمل في هذا العنصر الحواري نجد أن اشتباك صوت الشاعر مع صوت  زينب عليها السلام جعل القصيدة تتردد ما بين صوتين ففي اللحظة التي يظهر فيها صوت زينب في صيغة النداء  ( أأخيّ )  تظهر أمامك التنوع في الأساليب الإنشائية من نهي وأمر واستفهام وغيرها ببنما في اللحظة التي يعلو فيها صوتك كشاعر تتوارى تلك الأساليب لتأخذ شكلا  استعاريا ومجازيا متنوعا قد نقف منه مثالا على قولك للماء وجهُ سوف يأتي معلنا / خجَلَ الفرات المرِ حين تقابله،،،  ولا يفوتنا هنا وصف الفرات،  بالفرات المرّ خلافا لما عهد من أن الماء العذب إنما هو الفرات ،،، في دلالة لا تخفى على القاريء الحصيف من انسحاب عذوبة هذا الماء بعد فاجعة الطف،،،  ( أبدعت وابتكرت بما لا سابق  عليه ) وقولك(  منذ استعار الماءُ لونَ ظماك/ والأيام تسعى أن تشيخَ جداوله ) جميل وملفت ،،، وان كنت أقترح بديلا عن ( الأيام )  فَلَو قلت ( والأزمان ) كونها أكثر سعة وامتدادا من الأيام وأكثر تعبيرا عن محاولة الزمن تقزيم الحدث وجعله  في طَيّ النسيان ،،، أحييك أيها الشاعر المجيد وأتمنى لك يراعا لا يكل ولا ينضب.

المركز 3: قصيدة (أم اليقين) / علي عبدالمجيد النمر (السعودية)

أم اليقين

للشاعر / علي عبدالمجيد النمر (الدمام – السعودية)



للوهلةِ الأولى أخالك مصحفا
وعليه سرٌّ بالمهابة صُحّفا

للوهلةِ البكرِ انتضيتُكِ سورةٍ
‹للحمد›  و‹الإخلاص› تحترف الوفا

للمستقيل من العثار وفي يدٍ
من كل سنبلة تضيء تشرفا

ضاءت وفي لون اليقين حضارة
لله فيها أن تشير، فيُعرفا

شيء كحنجرة النهار وحاضر
كان البهاء ، وبالحقيقة لُحّفا

هي أول الماضين في النسق الشريف
و(آصفُ) الدين الحنيف تصرّفا

ولها إذا رمشت عيونُ أميرِها
أن يستقرّ الكون ، أن يتكيّفا

أن تنتهي طوعًا لها (بلقيس) في
العرش الممرّد للسؤال تعرُّفا

ولها شمائل كالربيع أنيقة
وعلى خمائلها حديثٌ يقتفى

ولها لسان الورد حتى أنها
لو تحتفي بالماء ، بادر واحتفى

****

أمٌّ كموسم أقحوانٍ ، فرصةٌ
للزهر أن يروي البياضٍ ويغرِفا

ولها من السُّحب الثقالِ مثلثٌ
كانوا على أفق المشيئة حُلّفا

يتسابقون إلى اليباب ليُنصفوا
ظنّا بهم ، والله فيهم أَنصفا

ولها من ‹الفضل› العظيم أبوه إذ
ما جيء في فضل وعاد وما وفا

‹أم البنين› وفي مدارِكِ كوكبٌ
لله كان وللطفوف تألّفا

ركن شديد للحسين وحقّ أن
-لما هوى في الطف- أن تتعنّفا

كانوا شموخ النخل في إيمانهم
فلذا العراقُ بنخلهِ قد عُرّفا

وطنٌ يغذيه احتسابُكِ ..واقفٌ
وله عطاء البذل لن يتوقّفا

وطنٌ كرابعةِ النهارِ يضيءُ في
كل امتداد للمبادئ أحرفا

****

أم البنين .. بل اليقينِ ، وهذه
عن كل منقبةٍ تزاحمها كفى

تأتين في سرب الخلود فراشةً
محشودةً بالطيف ضاء وطيّفا

ومقامة الراجين حين يلوكُهم
فك الزمان وفي يديكِ تلطّفا

كيف ابتدعتِ الضوءَ والظلَّ الذي
ما انفك من سُرج العطاء مشرّفا

كيف ابتدعتِ والفضاء مدجج
بنوى يحاصره الظلام مكثّفا

حتى انتضيتِ الوعي محض رسولة
كانت ببيت الوحي تبدع مَوقِفا

قد كنتِ تعطين الحسين أمومة
وخمار زينب في مداك تلحّفا

قد كنت مائدةً تراد لفكرها
وحقيقةً تأبى بأن تتزيّفا

 

سيرة ذاتية للشاعر

·    مواليد ١٩٨١م.

·    بكالوريوس لغة عربية.

·    عضو مؤسس في ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام.

·    عضو منتدى اليراع بالقطيف.

·    تُرجم له في الموسوعة الكبرى للشعراء العرب (الدارة المغربية للشعر العربي – الجزء الأول(.

·    شارك في عدة أمسيات محلية ودولية، وله استضافات في قنوات وإذاعات خليجية.

·    له ديوان مطبوع بعنوان «رُسُل».

ملخص تعليق المحكّمين

المعقب : الدكتور علي عبدالنبي فرحان

يكاد هذا النّصّ يضيء ولو لم تمسسه نار. فالنصّ يحتفي بالضوء ليبث إشراقه في النّصّ كلّه.

  • هذا النصّ يفصحُ عن نفسه، ويعلن عن تماسكه في لغة شعريّة جميلةٍ، وإيقاع بحر الكامل الّذي جاء متناغمًا مع هذا النّصّ وغنائيّته وامتداد إيقاعه وإطلاق قافيته.

  • جاء العنوان مؤصِّلا ومكثّفًا لطاقة النّصّ الإيحائيّة؛ فلا يمكنك أنْ تمرّ على النّصّ دون أنْ تقف على العنوان. الّذي أضحى ” خبرًا ” لا يحتاج إلى ابتداء.

  • تقوم فكرة هذا النّصّ على إعلان التّمجيد والتّعظيم للممدوحة الّتي هي ” للوهلة الأولى إخالكِ مصحفًا “؛ وهي الّتي تضيء ” تشرفًا ” وفي ضوؤها لون اليقين الّذي يمثل حضارة ربانيّة خالصة ” ضاءت وفي لون اليقين حضارة   لله فيها أن تشير فيعرفا “.

  • يرسم الشاعر بريشته وفاء تلك الشخصيّة الفذّة في شخصها، وفي نتاج وفائها بأولادها الأربعة الّذين هم ” لها من السحب الثقال مثلث ” ولها ” الفضل ” العظيم أبوه ( أي أبو الفضل ) الّذي هو ” ركن شديد للحسين “. هؤلاء الفتية الّذين كانوا شموخ النخل في إيمانهم ” يسير الشّاعر في الكشف عن الممدوحة حتى يسلمنا إلى عمق الوصف الّذي تغدو فيه الممدوحة متمثلة في الوصف كما افتتح بها النّصّ من عتبة عنوانه الّتي هي ( أم البنين بل اليقين ..).

  • تنثال الصورة عند الشّاعر في هذا النّصّ بانسيابيّة في عموم النّصّ جميلة عميق مدهشة. تنبني الصورة بشكل تعاضدي لتلمّ شتات البيان في صورة الممدوحة حتى يصل إلى ذراه ” وطن يفديه احتسابك واقفًا وله عطاء البذل لن يتوقف “…

  • استطاع الشّاعر أنْ يمزج ذاته الشّاعرة بموضوع القصيدة، وربط إحساسه بالتعبير عن فكرته حتّى غدت اللغة والصورة والإيقاع أدوات فاعلة في تشكيل بنية النّصّ الشعري.

  • النّصّ جيّد يؤخذ عليه بعض الاستعمالات الّتي أرى أنّها أضعفت بعض بنائه كلفظة (صحّفا) في البيت الأول، و(شيء) في قوله : “شيء لحنجرة النهار وحاضر كان البهاء وبالحقيقة لحّفا”؛ فلو استبدل بها لفظة أخرى كمجد مثلا أو شمس، ومنه أيضًا قوله مادحًا لأخوة أبي الفضل: يتسابقون إلى اليباب !! هم يتسابقون إلى العلا يا سيدي.

 

المركز 2: قصيدة (نشوة الجرح) / حسن مجتبى بزي (لبنان)

نشوةُ الجُرح

للشاعر / حسن مجتبى بزي (لبنان – الجنوب)

أضمِر نحيبَكَ يا زمانُ لأسمعَه

إنَّ الحقائق في الضمائر مُودَعة

إن لم تُطِق حبسَ النحيب فإنني

بيتُ المواجعِ والنّوافذُ مُشرَعة

يا حزنُ إنْ شِئتَ ادِّثاري فلتكُنْ

وِتراً بقلبي  جَلّ مِن  أن أشفعَهْ

خذني من الجسد الرديء وعَرِّني

أبرادَ  فكرٍ   بالخَيالِ   مُرَقّعة

ما زلتُ تأسِرُني الجِهاتُ بزهوها

وأخافُ ضِيقاً ، كُن جهاتي الأربعة

كُن حيث لا زمنٌ يحولُ بأن أرى

 وجهَ الحسين وأن يُراقَ دمي معهْ

كُن بين أسوار الظلام مطيّةً

لبصيرتي  تجتازُ زُورَ الأقنعة

حيث الحروف ولا حروف وإنما

قلبٌ  أسالَ على  القوافي مدمعَه

حيثُ الدموعُ مُراقُ ما عثَرَتْ به

الأحداقُ مِن غُصَصِ الطفوف المُوجِعة

حيث السُّهادُ جَليلَةٌ ضمّتْ بِلَيلِ

 الضارعِين   شقيقَها   لتُودّعهْ

حيث الزفيرُ لهيبُ جمرةِ هاربٍ

بين  الخدور مخافةً  أن  تلذعَهْ

كَفٌّ أذاق الوجدُ لطمتَها الضلُوعَ

على الذي في الطفِّ داسُوا أضلُعَه

وحياءُ أخرى أن تُعافَ وكفُّ من

خطَّ الخلود بهِ استباحوا إصبَعَه

طيرٌ ذبيحٌ جاء من زمن الفداءِ

مُعَفِّراً خدّاً وضرّجَ مَوضِعَه

سهمٌ من الحقد العتيق وطعنةٌ

في  جانحَيه  وزفرةٌ  مُتقطِّعة

وكأنما في نحره صوتُ الظُّبى

متأسِّفاً  ودَجَ  الحسين  فقطّعه

وكأنما لا شيءَ يحتجزُ الصدى

 ” هل من مُغيثٍ ” مَن سيُرسلُ مسمعه ؟

في كربلاءِ النفس يصرَعُ نفسَهُ

من قبلِ أن يلقى حسينٌ مصرعَه

تلك الصلاةُ عُروجُها محرابُ ذاكَ

النّحر تُرفَعُ إن تَعدّت مَطلَعَه

ذاك الوريدُ المستفيضُ سفينةٌ

للهاربين  إلى شُعاعِ  الأشرِعة

ما الفوزُ إلا نشوةُ الجُرح الذي

بدلَ الأنينِ يكادُ يلثمُ مِبضَعَه

ما الحزنُ إلا هجرةٌ في النزْفِ مِن

ظمإٍ  إلى  كأسِ  الإباءِ  المُترَعة

يا حزنُ خذني حيثُ ينضَحُ فاتحٌ

 بمهابةٍ في نزفِهِ، ما أنصعَه !

يستشرفُ الملكوتَ طَوداً والظُّبى

تفري له جسداً أبى أن تُخضِعَه

ووجدتُني الأحزانَ أظمأُ كُلّما

أُترِعْتُ من سرّ الجِراح المُشبَعة

 


سيرة ذاتية للشاعر

 

 

 

·    مواليد جنوب لبنان ، ١٩٨٩.

·    طالب وأستاذ علوم دينية في الحوزة العلمية – مرحلة البحث الخارج .

·    إجازة في الأدب العربي في الجامعة اللبنانية.

·    شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية في بيروت.


ملخص تعليق لجنة التحكيم 

المعقّب : الدكتور علي عبدالنبي فرحان

يكتسب النّصّ الشعريّ فرادته من تماسكه وترابط أجزائه، ونمو فكرته، وبجمال إيقاعه، وثراء معجمه، وجمال بنائه.

” نشوة الجرح ” قصيدة تحملك نحو ثنائية ضديّة تستبطن اتّحادًا يضخّ معاني النّصّ، ولا يقف عند ساحل عنوانه.

  • ينطلق هذا النّصّ في حوارٍ داخليٍّ بين الذّات الشّاعرة والمعنى المؤجّل الّذي ينبني شيئًا فشيئًا؛ لتتحوّل المعاناة والجرح والألم والحزن والمواجع ” وترًا بقلبي ( قلب الشاعر ) جلّ من أنْ أشفعه ” بشيء سواه. تتحوّلَ بوصلةً تتجه بالذّات الشاعرة إلى جهة واحدة حيثُ تتوحّد الجهات ( بُعدُ المكان ) وبعدُ الزمان ( لا زمنَ يحولُ ) … ( وأنْ يراق دمي معه ) نعم الاتحاد مع المفدّى ، الاتجاه نحو جهة واحدة هي الحسين (ع)

  • وببصيرة الشّاعر الّذي يندغمُ مع معركة الفداء روحًا وفنًّا ووجدانًا ملبّيًا استغاثة الحسين عليه السلام ليفصح عن قمة الالتحاق بركب المحبوب عليه السلام ( في كربلاءَ النفسُ يصرعُ نفسهُ من قبل أنْ يلقى حسينٌ مصرعه )؛ وفي ذلك معنى الصلاة والعروج، ومن أراد أنْ يسمو فعروجه ( ذاك الوريدُ المستفيضُ )، فحقيقة الفوز إحساس الشهيدِ بنشوة الجرح؛ وبذلك: ( يستشرف الملكوتَ طودًا والظبى   تفري له جسدًا أبى أنْ تُخضِعَه ) السيوفُ.

  • نجح الشّاعر في مشروعه الفنّي وأقنع غاية الإقناع.

  • لغة الشاعر سهلة ممتنعةٌ؛ راوح فيها الشاعر بين الإنشاء والإخبار، ولعب بممكنات اللغة الّتي أهلته ليعبّر عمّا يريد في سهولة ودون تكلّف.

  • كثيرًا ما تقلقنا التكرارات في النّصّ الشعري؛ لكنّما الشّاعر هنا وظّفها توظيفًا ذكيًّا، جعل منها آلةً تضخُّ كلّ مرةٍ معنى يفيض دهشةً وعمقًا.

  • الإيقاع غنائي يسوّل للقارئ أنْ يلتذّ بالنصّ ويعيش أجواءه بل نشوته بدءًا بالتصريع، وإيقاع بحر الكامل، وجمال رويّ القصيدة الّذي ألحق به الهاء خاتمةً لذيذةً تنفث آهات زفير صدر المكروب المنفوث حزنًا.

المركز 1: قصيدة (عَلى لِسَانِ المَاء) / ناصر زين (البحرين)

عَلى لِسَانِ المَاء

مَا باحَ بهِ المَاءُ بعدَ أربعةَ عَشرَ قَرنًا مِنْ مَسِيرةِ النَّحرِ والنَّهر

للشاعر / ناصر ملا زين (البحرين – السنابس)

 

 

مُذ جَاءَ يَرسمُ للحقيقةِ مِحوَرا

كانَ الزّمَانُ مُمَزَّقًا ..

فَتَشَجَّرا

قد جَاءَ يَفْرشُ للسَّنَابكِ جَبْهَةً

سَالَتْ عَلى كفِّ المَلائكِ

مِنْبَرا

وبِلَوْنهِ اغْتَسَلَ الفُراتُ  ..

مُوَزِّعًا جُرْحَ الإلهِ

عَلَى المَدائنِ والقُرَى

يَمْشِيْ ..

وأَنْهَارُ المَشِيئةِ خَلْفَهُ تَمْشِيْ،

وَلَوْنُ القَاتِلينَ تَقَهْقَرَا

تَمْشِيْ الجِهَاتُ،

ولَيسَ ثَمَّةَ وِجْهَةٌ

إِلا نَبيًّا

بالنِّبَالِ تَدَثَّرا

تَمْشيْ حَكَايا المَاءِ

فَوقَ جَبِيْنِهِ

وَتُسِرُّ للإِنْسَانِ

أَنْ يَتَجَذّرا

كُلُّ السَّنابلِ فِيْ خُطاهُ تَنَفَّسَتْ

وَطَنًا

لِتَرْتَشفَ الجَلالَ الأَخْضَرَا

وتَلُمَّ مِنْ عَيْنَيهِ دَمْعَةَ خَيْمَةٍ ثَكْلى،

وقَمْحَ الظَّامِئينَ،

وبَيْدَرا

قَدْ جَاءَ مِنْ أَقْصَى القَدَاسَةِ

نَازِفًا

مِنْ أيِّ جُرْحٍ فِيْ الإِبَاءِ

تَكَوَّرَا ؟!

يَخْطوْ،

تُرَافقُهُ الدُّهُورُ،

فَتَنْحَنِيْ كُلُّ المَوَاسِمِ

والشَّوَاطِئِ

والذُّرَى

فَمَضى ..

ومَا رَكِبَ الفُراتَ (مُغَاضِبًا(

لَمْ يَبْتَلِعهُ المَوْتُ

لَمَّا أَبْحَرا

)يَقْطِيْنـُ)ـهُ الوَجَعُ المُسَافِرُ،

والهُدَى شُطْآنُهُ،

والصُبْحُ يُنْبَذُ بِالعَرا

مَا زالَ يَعْبرُ

فِيْ القَصائدِ نَورَسًا

أَطْوِيْ لَهُ النَّهرَ الشَّهِيدَ ..

لِيَعبُرا

حَتَّى تَرَاءى فِيْ الغِيَابِ

قَصِيْدَةً

لِلآنَ تَكْتُبُهَا السَّمَاءُ

عَلى الثَّرَى

بِقَمِيْصِهِ (جِبْرِيلُ) يَدْفعُ أَسْهُمًا

يُلْقِيهِ فِيْ عَينِ الجِهَاتِ ..

لتُبْصِرَا

فَفَرَشْتُ مِرآةَ الإِلَهِ بِصَدْرهِ

حَتَّى أَرى مِنْ غَيْبِهِ

مَا لا يُرَى

فَرَأيتُ أَرْوَاحًا،

خُلُودًا،

جَنَّةً،

رَبَّاً،

مَرايَا الأَنْبِياءِ،

ومَحْشَرا

يَصْحُو رَمَادُ القَاتِلينَ

خَرَائِطاً مِنْ عَتْمَةٍ،

كَانتْ تُسَامرُ خِنْجَرا:

أُوَّاهُ .. !!

مَا زَالَ السَّرَابُ بِصَدْرِنا

يَزْدَادُ – مُذْ قُتِلَ الحُسَينُ –  تَكَسُّرا

ولَكَمْ خَطَوْنَا،

والمَسَافةُ خَلْفَنَا تَخْطُوْ  ..

فَنَخْطُو  ..

والطَّرِيقُ تَعَثَّرَا

وَسُيُوفُنا مَوْتَى،

ولا مِنْ هَزَّةٍ

تَشْتَدُّ فِيْ الأَمْوَاتِ

كَيْ تَتَحَرَّرَا

فَهَوى الحُسينُ

هَوَى الحُسينُ

هَوَى ..

هَوَى ..

لَكنْ عَلى ثَغرِ الحَيَاةِ تَكَوْثَرا

هُوَ هَكَذا ..

مُنْذُ الخَلِيقَةِ مُشْعَلٌ بِالماءِ

حَيثُ المَاءُ لَنْ يَتَصَحَّرا

هُو هَكذا ..

لا شَيءَ يُشْبهُ قَلْبَهُ   !!

إِلا جَمَالُ اللهِ

حِينَ تَقَطَّرَا  !!

مِنْ رَأسِهِ المَقْطُوعِ

أَلْفُ حَدِيْقَةٍ

هَطَلَتْ عَلى جَدبِ السِنِينِ  ..

فَأَثْمَرا

وتَفجَّرَتْ فِيهِ القِيَامةُ،

نَهرُها فِيْ ثَغْرِهِ

يَهَبُ النَّهارَ تَفَجُّرا

فحَمَلْتُ عَرشًا ثائرًا

مِنْ كَفِّهِ

مَا كَانَ هَذا العَرشُ

إِلا (خُنْصُرَا(

يَخْضَرُّ،

يَعْتَصرُ الشَّهَادَةَ،

يَنْتَشِيْ،

وَيُحَرّضُ الأَوْطَانَ

أَنْ تَتَطَهّرَا

مِنْ لَحْظةِ السَّهمِ اللَّئيمِ

تَدَفَّقَتْ رِئتَاهُ قُرآنًا ..

يُصَافِحُ مِشْعَرا

ومَآذِنًا

تمتدُّ فِيْ أَغْوَارهِ

لِتَحُطَّ فِيْ كُلِّ العَواصِمِ

أنْهُرا

فَبِدَمْعِهِ اعْتَصَمَ العِراقُ،

تَوَضَّأَتْ سُحُبُ الحِجَازِ،

وأَحْرَمَتْ (أُمُّ القُرَى(

ونَمتْ شُعُوْبُ المَاءِ

عِندَ جِراحِهِ

هَلْ كَانَ نَحرُ المَاءِ (حَجَّاً أَكْبَرا) ؟!

بَلَّلتُ ذَاكِرةَ البَياَضِ

بِنَظرةٍ عَطْشَى،

فَأبْصَرتُ العُرُوْجَ الأَحْمَرا

لا شَيءَ يَعْرجُ للسَّمَاءِ

سِوى دَمٍ

سَكبَ الحَيَاةَ

عَلى المَمَاتِ ..

وَأَمْطَرا !!!

 

سيرة ذاتية


·        مواليد السنابس – البحرين  1975م.

·        البكالوريوس في الإعلام من جامعة كانتربوري في لندن، ودبلوم إعلام شامل من جامعة لاهاي بهولندا (2013م).

·        صحافي وكاتب منذ العام 2005م.

·        تأهل لموسمين متتاليين لمسابقة أمير الشعراء بأبوظبي.

·        شهادات تقديرية عديدة وجوائز منها:

–  المركز الأول في مسابقة (أدب الطف) في البحرين.

–  المركز الثاني في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم (الإمارات) في دورتها (33).

–  المركز الثاني في مسابقة (النبأ العظيم) بالسعودية.

–  المركز الثاني في مسابقة (شاعر كربلاء) بالبحرين.

–  المركز الرابع بجائزة الجود العالمية الخامسة بالعراق.

–  ضمن المتأهلين العشرة بمسابقة بردة كربلاء الدولية (2017م).

 


ملخص تعليق المحكّمين

المعقب : الدكتور جعفر مهدي آل طوق

◼عتبة النص وعنوانه تمهيد لجو النص ويلاحظ ذلك بمزج الماء بمفردة اللسان
◼ تمكن الشاعر من ربط العنوان بمفاصل القصيدة وبقي هذا الارتباط مستمرا حتى الختام
◼العنوان ينمّ عن خيال واسع ومضمون رفيع
◼ القصيدة نامية ومتصاعدة في العاطفة والمفردة الشعرية
◼في القصيدة علاقة وطيدة بين المفردة الشعرية والفكرة ورفدها إيقاع النص  من بحر الكامل مما أوجد تناغما
◼تم توظيف الرمز من خلال السرد لحادثة كربلاء
◼طبيعة معجم الشاعر في القصيدة طبيعة وجدانية
◼اتكأ الشاعر على الأسلوب الخبري المتناسب مع مقام الحدث
◼وظف الشاعر في قصيدته عناصر الحركة في الأفعال ( سالت / تمشي / تخطو )

◼بدأت القصيدة بزمان ممزق وانتهت بحياة ممطرة.

النص العاشر: نُبُوْءَةُ العاشِقِ الأوَّل

رَكِبْتُ غِمَارَ الحُبِّ يَتْبَعُني ظِلِّي
أُجَذّفُ ، والأشواقُ راعِفَةٌ مِثْلي

أُرَتِّبُ أَلْفَاظي وَبِي رَهْبَةُ النَّدى
إذا ارْتَسَمَتْ في الأُفْقِ رائِعَةٌ تُجْلي ..

وكُنْتُ اعْتَصَرْتُ الشِّعْرَ خَمْرَ نُبُوءَةٍ
مَتَى وَضَعُوا كَأْسَ البَلاغَةِ في رَحْلي

وَسَكْرانُ، لا مِنْ صَفْوةِ الرَّاحِ ، مِنْ يَدٍ
تُقَلِّبُني بَيْنَ الرَّياحينِ والطَّلِّ

أَرَى لُغَةَ الأَلْحَاظِ مَحْضَ ارْتِعَاشَةٍ
إِذا مَرَّ تَغْوى كالفراشَةِ في الحَقْلِ

كَمَا العِطْرُ في بالِ الخُزَامَى يَمُرُّ بِيْ
حَبِيبي ، كَمَا الوَحْيُ المُسَاوِرُ في الرُّسْلِ

أَحَايِينَ كانَ اللَّيْلُ دَفْتَرَ صَبْوَتي
حَمَلْتُ مُنَاجَاتِي إِلى هَمْزَةِ الوَصْلِ
تَراأَيْتَ يا عَبَّاسُ في طُوْرِ حَيْرَتي
يَقِيْناً بِأَنَّ النُّورَ أَيْنَعَ فِي عَقْلي

وأَنَّكَ مُذْ أوْمَأْتَ لي ، واتَّخَذْتَني
نَجِيّاً ، تَتَبَّعْتُ انْسِكَابَكَ في الفَضْلِ

ظَمِئْتُ ، وَلِيْ عَيْنَاكَ مِدْرَارُ كَوْثَرٍ
وَكَفَّاكَ ! ما كَفَّاكَ ؟ مَا حِرْفَةُ البَذْلِ ؟

وما رَيَعَانُ الجُودِ في خَاطِرِ النَّدَى
سِوَى لَفْتَةٍ مِنْ غُصْنِ أَرْوَع مُخْضَلِّ

أَبَا الفَضْلِ ، لا أَحْتَاجُ غَيْرَكَ أَخْضَراً
وَلُوعاً بِأَنْسَامِ المَحَبَّةِ والنُّبْلِ

عَطُوفاً ، كَحِضْنِ الأرْضِ ، يَنْضَحُ بالوَفا
ظَلِيْلاً كَمَا الدِّفْلَى ، كشَامِخَةِ النَّخْلِ !

أَتَيْتَ على كَفٍّ أَمِيرٍ مُخَضَّبٍ
تُكَحِّلُ رِمْشَ الحُسْنِ ، يا رَوْعَةَ الكُحْلِ !

وتَحْمِلُ آمالَ الوُجُودِ بِلا يَدٍ ،
بِقَلْبٍ بِتَحْنَانِ الإِمَامَةِ مُبْتَلِّ !
وكُنْتَ رأيْتَ الطَّفَّ .. كُنْتَ رَأَيْتَهُ
سَبِيْلاً لِغَمْدِ السَّيْفِ في مَهْمَهِ الذُّلِّ

وَكُنْتَ حَمَلْتَ الجُودَ دِرْعَ رُجُولَةٍ
فَمَا هَمَّ لَوْ تَرْمِيْكَ حَاقِدَةُ النَّبْلِ

تَعَالَيْتَ عَنْ كُلِّ الجِراحِ سِوَى الَّتي
بِقَلْبِ حُسَيْنِ الوَحْيِ .. حَاشاكَ تَسْتَعْلِي !

تَنَبَّأْتَ مُنْذُ اعْشَوْشَبَتْ رَبْوَةُ الهُدى
بِأنَّ رِيَاحَ النَّاسِ مَالَتْ إلى الجَهْلِ

وأَنَّ مَرايا الوَقْتِ تَرْسُمُهُ الجَفَا
وأنَّ صَحِيحاً غَابَ عَنْ فِعْلِ مُعْتَلِّ

وأَنَّ غَدِيراً مِنْ إِبَاءٍ مُكَرْبَلٍ
سَيَجْري، بَلَى يَجْرِي ، على وَجَعِ الرَّمْلِ

وأَنَّكَ حينَ اسْتُضْعِفَ الحَقُّ فارِسٌ
عَلِيٌّ ! ومَنْ يَقْفُو الغَضَنْفَرَ كالشِّبْلِ؟!

نُبُوءَتُكَ الحَمْرَاءُ حِنَّاءُ عَالَمٍ
سَيقْتُلُهُ المَوْتَى لِيُزْهِرَ بالقَتْلِ
سَتَظْمَأُ ، لا للماءِ ، للأمَلِ الَّذي
تراءَى مواويلاً على شَفَةِ الطّفْلِ

حَبَبْتُكَ مُذْ أَطْلَقْتَ كَفَّيْكَ شَاعِراً
غَيُوراً على المَعْنى ، خَفيفاً بِلا ظِلِّ

مَدَاكَ مَدَايَ ، ازْرَعْ بأُفْقِيَ باقَةً
مِنَ النُّورِ وَانْزَعْ لَيْلَ دَاجِيَةِ الغِلِّ

كِلانا شَهيدٌ : أنْتَ أَوَّلُ عاشِقٍ
حَمَى قِرْبَةَ الإيثارِ مِنْ لَدْغَةِ النَّصْلِ !

بَحَثْتُ عَنِ الفَضْلِ الَّذي شَغَلَ النُّهَى
فَلَمْ أَلْتَمِسْ فَضْلاً كَفَضْلِ أَبِي الفَضْلِ

النص التاسع: أَنْبِيَاءُ الوَرْدِ

بَيْنَ الطُّفوفِ وَأَنْبِيَائِكَ سُلَّمُ
صَلَّى عَلَيهِ العَاشِقونَ وَسَلَّمُوا

هُوَ سُلَّمٌ مِعرَاجُهُ قَطْفٌ
تَبَارَكَ وَرْدُهُ .. ضَوْعٌ يُقَدِّسُهُ دَمُ

هُمْ أَنبِيَاءُ الوَردِ .. جَلَّ أَرِيجُهُم
بَينَ انْبِلَاجِ شَهَادَتينِ .. تَبَسَّمُوا

هُمْ مَنْ هُمُ ,
من أيِّ ضوءٍ , أيِّ فجرٍ ,
رَتَّلَتْهُمْ نجمةٌ تَتَرَنَّمُ

هُمْ ممرعونَ بعشقهم
فتجسَّدوا للطَّفِّ خَيرَ حكايةٍ
مُذْ هَوَّمُوا

مُذْ كَرْبَلُوا …
بينَ الضحى ووجوههم سِرٌّ جليلٌ
لا يبوحُ بِهِ فَمٌ

الليلُ .. يَلْهَثُ خَلْفَهُمْ جَمَلاً
فَمَا اتَّخَذُوهُ دُونَكَ حَائِلاً أَوْ أَحْجَمُوا

كَانَ اقتِرَاحُهُمُ الضُّحى
فَتَرَقرَقُوا عِشقاً نَبِياًّ .. مُذْ بِحُبِّكَ أَحْرَمُوا

تخضرُّ في كَلِمَاتِهِم مُدُنٌ
وَتَحتَ سِيوفِهِم ظُلمُ الدُّجى يَتَحَطَّمُ

فَوْقَ السُّؤالِ
تَفَتَّحُوا لِلطَّفِّ أَجْوِبَةً .. تَرَى أَنَّ الشَّهَادَةَ بَلسَمُ

وَعَلَى كُفوفِهُمُ المُضيئةِ .. أَنْـهُــرٌ ظَمأَى
وَلَكِنْ مِنْ شِفَاهِكَ تَلثُمُ

مُذْ أَخْجَلَ العَطَشُ العَنيدُ فُراتَهَ
واحمرَّ في خَدَّيْهِ رُمْحٌ أَسْحَمُ

وَأَبَتْ عيونُ النهرِ إلا دمعةً مغرورقاً فيها
جَفَافٌ مُعْدَمُ

جَاؤُوكَ حَيْثُ الجُرْحُ .. شَقَّ وَثَاقَهُ
وَعَـلَى رِمَــالِ الـنَّـازِفـِيـنَ .. تَبَرْعَـمُــــــوا

سَالُوا
عَلَى رَمْضَاءِ طَفِّكَ أَنْهُراً
فَحَكَى الفُرَاتُ .. بَأَنَّ صَبْرَكَ زَمْزَمُ

مسحوا .. على حجرِ الطفوفِ
فإذْ بِهِ مِنْ فورة الغضبِ الهَــمَـى يتكلَّمُ

شَرِبُوا .. هَوَاكَ عَقِيدَةً
وَرَأَوكَ فِي مَعنَى الخُلودِ .. حَقيقةً لا تُكْتَمُ

يمضونَ حيثُ اللهُ .. سَنَّ جِنَانَهُ
مُتَمَسِّكِينَ بِعُرْوَةٍ لا تُفصَمُ

عَلِمُوا .. بِأَنَّ نَجَاتَهُم
أَنْ يَصْحَبُوا تِلْكَ السَّمَاءَ وَدُونَهَا لَنْ يَنْعَمُوا

فَاسَّاقَطَوا .. فوقَ الرمالِ كواكباً
كَيْ يُعلنَ الحزنَ الفسيحَ مُحَرَّمُ

النص الثامن: تجاعيدٌ على وجهِ الصليب

لأمِ وهبٍ النصراني
الشمعةُ التي وهبتْ نورَها للهِ وأبت انْ تستردَهُ

*****

على أيِّ مدٍّ
تعبرينِ لجزرهِ ؟
ومن ايِّ بابٍ
تدخلينَ لصبرهِ؟

وهلْ تُكتبُ الاحزانُ
ألا على لظىً
ينوءُ بهِ من غاصَ في بحرِ وزرهِ

أيا أمُ ..
نام الليلُ
نامت نجومهُ
وها انت ذا
تأبيَنَ ذلةَ فجرهِ

تُباعُ المنايا
والقلوبُ سَواترٌ
على ايِّ قلبٍ تتكينَ ..؟
لسترهِ

ومن ايِّ عمرٍ تغرفينَ ..؟
ولم يعدْ بعمركِ ماءٌ
تسكبينَ لجمرهِ

كأنَ سماءَ اللهِ القتْ حجابَها
ومريمَ تسعى بأبنها
نحو عسرهِ

فلا نخلةٌ في الارضِ
تعرفُ سرَها
وفي جوفِها من لا يبوحُ بسرهِ

أيا أمُ…
هذي الطفُ
مدتْ صليبَها
وكم من مسيحٍ صالَ
من غيرِ نحرهِ

وجاءت بشوكِ الارضِ
من كل حفرةٍ
لتسلبَ وردَ اللهِ نكهةَ عطرهِ

فجئتِ بمن..
معناهُ حلوٌ ..
لحلوهِ
ولكنهُ مرُ المعاني …
لمرهِ

بمن..
قد اضاعَ الموتُ لهفةَ عرسهِ
وتبكي مساءاتُ الزفافِ
لبدرهِ

بسيفٍ على الاعناقِ يتركُ إثْرَهُ
عجيبٌ
كمن يمشي بأنفاسِ خضرهِ

فلا تحسبي عمراً
تناثر خطوُهُ بكل هبوبٍ
من تراتيلِ فخرهِ

ولا تحسبي دنياكِ
_ما ازدانَ طبعُها_
إذا راودتْ عينيهِ
يا امُ
تُغرهِ

فألقيتهِ في اليمِّ
والموتُ ناظرٌ ….
وموجُ الدما …
يسعى لميناءِ عمرِهِ

وعزَّ على عينيكِ
-إذْ اخضلَ الجنى-
بأن يُستردَ النحرُ
من بعدِ بذرهِ

النص السابع: رِحلةٌ بِقِمَاطِ المَاء

عُمْرُهُ المَاءُ .. و(الفُراتُ) ارْتِحَالُ
وبِلا وِجْهَةٍ .. يَدُورُ السُؤالُ:

كَيفَ لا يَشْهَقُ المَسَاءُ صَفَاءً
وعَلى عَينِهِ اسْتَراحَ الهِلالُ؟!

والعَصَافيرُ نَغْمَةٌ مِنْ دِمَاءٍ
تَرْتَقِيْ حَيْثُمَا يَحطُّ الجَمَالُ

رِحلَةٌ .. والشِّراعُ نَحرٌ صَغِيرٌ
يَقْتَفِيْ البَحرُ خَطوَهُ والتِّلالُ

و(رَضِيْعٌ) يُشَجِّرُ الدَّمْعَ مَجْداً
تَشمَخُ الآنَ فِيْ يَدَيهِ الرجَالُ

يَحرثُ الجُرحَ مَشْتَلاً ببُكَاءٍ
والأَمَانِيْ حَقَائِبٌ وَسِلالُ

بَطَلٌ – كالرَّبِيعِ – حِينَ تَجَلَّى
زَحَفَتْ نَحوهُ المُدَى والنِّبَالُ

تَرمقُ المُسْتَحِيلَ فَوْقَ الثَّنَايا
وَعَلى نَحرهِ يَلُوحُ المُحَالُ

وإِذا بالقِمَاطِ هَمْسٌ طَرِيٌ
وصَلاةٌ وقِبلَةٌ وَوِصَالُ

رَحمَةً رَحمَةً تَهَامَى نَبِيَّاً
وَاحَةً واحَةً تَفِيضُ الخِصَالُ

يَمَّمَتْ وَجْهَهَا إليهِ السَّجَايَا
وعلى ثَغْرهِ السَّمَاءُ تُسَالُ

فَنَمَتْ وَجْنَتَاهُ قَمْحَاً وَضَوْءَاً
كُلَّمَا الشَّوْكُ يَنْتَشِيْ والضَّلالُ

قَالَ للريحِ: أَسْهُمٌ مِنْ رَمَادٍ
قَالتِ الريحُ: نَحْرُكَ الاشْتِعَالُ

فَغَدا يَحفرُ الصَّبَاحَ بِنَزفٍ
فَوقَ صَدرِ (الحُسينِ) كَانَ النِّضَالُ

يَا لهذا الرَّضِيعِ يَنْسَابُ جَيْشَاً
مُعْجِزاتٍ تَلِينُ مِنهَا النِّصَالُ

وَحدَهُ الآنَ يَسْتَفزُّ الصَّحَارى
وَحدَهُ الوَردُ والنَّدَى والزُّلالُ

والجِراحَاتُ هَدَأةٌ وابْتِهَالُ
فالمَسَافاتُ ضَجَّةٌ واعْتِلالٌ

كُلَّمَا أذَّنَتْ شِفَاهُ المَنَايَا
شَفَّ مِنْ جُرْحِهِ الكَلِيمِ (بِلالُ)

يَفْرشُ النَّهْرَ مَسْجِداً، فيُصلِّيْ
خَلْفهُ (الرُّوْحُ) جَنَّةً والكَمَالُ

يَمْلاُ البِئرَ (يُوْسُفِيَّاً) جَدِيْداً
دَلْوُهُ النَّحْرُ، والدِّمَاءُ الحِبَالُ

خَبّأَ الصُبحَ فِيْ ضُلُوعِيْ (صُوُاعَاً)
بِعُرْوجٍ يُشَدُّ فِيهِ الرِّحَالُ

أَنا فِيْ المَوْتِ قَشَّةٌ وَيَبَاسٌ
هُوَ فِيْ الغَيبِ غَيْمَةٌ وانْثِيَالُ

أَمْطَرَ (الطَّفَ) فِيَّ حُلْمَاً قَشِيْبَاً
تَرْتَديْ الشَّمْسُ ثَوْبَهُ والظِّلالُ

لِيَظَلَ النَّهَارُ يَمْتَشِقُ النَّهْـ
ــــرَ، فَيَنْمو بِضَفَّتَيهِ الجَلالُ

سَامِقٌ وَجْهُهُ الشَّهِيدُ إِبَاءً
بِسُمُوٍّ يَحجُّ فِيهِ المَنَالُ

وطَنٌ فَوقَ جَفْنِهِ قَدْ تَدَلَّى
ونَمَا قُربهُ السَّحَابُ الثِّقَالُ

والنَّخِيلُ اسْتَعارَ مِنهُ اخْضِرَاراً
وفُرَاتَاً قَدْ قَبَّلَتهُ الرِّمَالُ

فَـ(المَسِيحُ الذَّبِيحُ) لَيسَ صَبِيَّاً
فِي المِهَادِ .. وثَمَّ وَحْيٌ يُقَالُ

بَلَغَ المَجدُ مَبلَغَاً فِيهِ حَتَّى
كَبُرَ الكَوْنُ واسْتَفاقَ الخَيَالُ

ثَائرٌ فِي القِمَاطِ غَيْمَاً فَغَيْمَاً
بِدُمُوعٍ يُقالُ عَنْها: جِبَالُ

وعَلى كَربَلاءَ حَيثُ الهَدَايا
أَيْنَعَتْ رُوحُهُ .. وشَاخَ النِّزَالُ

فَهوَ للهِ مَعْبَرٌ وَجِهَاتٌ
وجَنُوبٌ وَمَشرِقٌ وشِمَالُ

وإِلى الآنَ شَامِخٌ فِيْ قِتَالٍ
قَطَعُوا الرَّأسَ .. واسْتَمَرَّ القِتَالُ!

النص الخامس: زاوية أخرى إذ لا جهات

%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84

تِلك التي…عَصفَتْ بتلكَ النَّاحية
رِئتَاكَ أمْ نَفَسُ الدِّمَاءِ القَانِية ؟!

سَألتْكَ رُوحُكَ هَلْ ظَمِئتَ ؟! فَقُلتَ كَلا
فاطمأنَّتْ وهيَ مِثلُكَ ظَامِية

جِسرٌ لأبعَدِ نُقطَةٍ يَمتَدُّ لَكِنَّ
الطَريقَ على ضُلوعِكَ غَافِية

أَطلِقْ جِراحَكَ للجِّهَاتِ السِّتِّ إنَّ
جِراحَ وجهِكَ والجِهاتُ سَواسِية

عَينَاكَ ذاكِرتَانِ للأمسِ القَديمِ
تَمُصُّ مِنْ دَمِكَ الدُهورَ المَاضية

والمَوتُ حِينَ تَراهُ تُمسكُهُ فَيهرُبُ
ثُمَّ تُمسِكُهُ فَيهرُبُ ثَانية

لاحَتْ لعَينيكَ النَّواويسُ التي
كَانتْ مَقَابِرُها عَليها خَاوية

فَزرعتَها وقُتِلتَ حَتى آمَنتْ
أنَّ القُبُورَ هي القُطُوفُ الدانية

عَصفٌ حِجَّازيٌ دَخلتَ بهِ العَراقَ
وثَوبُكَ الحَضَريُّ نَسجُ البَادية

والمَاءُ يَشربُكَ …
ارتَشفَّتَ الشَّمسَ فَاحتَرقَتْ
بجَمرِ حَشاكَ وهي الحَامية

حَيرانَةٌ بوجُودِكَ الأشياءُ قَبلَ
وجُودِها مِنْ قَبلِ قَتلِكَ بَاكية

هذا لأنَّكَ لَستَ مُقتَّصِرًا بهذي
الأرضِ أو تِلكَ السَّمَاءِ العَالية

مَعنَاكَ أَقدمُ مِنْ قَوانينِ الطَبيعَةِ
حَيثُ لولاكَ الطَبيعَةُ فَانية

أنتَ اعتَلَيتَ ذُرى الجَلالِ وبَعدُ يَطمَحُ
أنْ يَفُوقَ عَليكَ عَقلُ الهَاوية

مِرآةُ مَنْ تَركوا سَّنَاكَ أصَابَها
وهمُ انعِكَاساتِ المَرايا الدَاجِية

حتى إذا اختَنقَ المَدى أغلَقتَهُ
وفَتَحتَ مِنْ رِئتّيكَ أضيقَ زَاوية

لتَسُدَّ دائرةُ اللَّيالي العَشرِ مَا
ثَقبتْهُ دائرةُ السِّنينِ الآتية

أُمرُرْ تَقُولُ لتَائهٍ مَا زالَ يَزحفُ
نَحو سِرِّكَ والمَسَافةُ دَامية

والغَايةُ انكَشَفَتْ أمَامَكَ فانكَشَفتَ
أمَامَها وتَركتَ نَفسَكَ خَافية

بفُؤادِكَ العَرشيِّ مَصرعُكَ اشتَهاكَ
فَمَا ارتَبَكتَ ومَا انتَظرتَ لثَانية

بَلْ مُذْ رَأيتَ سُيوفَهم لَقَّنتَهمْ
أنَّ الإمَامَةَ لا تَكُونُ لطَاغِية

وطَويتَهمْ طَيَّ السِّجلِّ فَصَاحَ جَيشُ
أُمَيةٍ : هذا حَديثُ الغَاشِّية

لَكِنْ هَويتَ فَقَطَّعَتْكَ بحِقدِها
سَبعُونَ ألفًا مِنْ ظُهورٍ زَانية

عُضوٌ هُنَاكَ وها هُنا عُضوٌ فَكيفَ
تَعانَقتْ أشلاؤكَ المُتَرامِية ؟!

جَسدُ المَشيئةِ
هيكَلُ الإنسانِ بَوصَلَةٌ
مُقَدسَةٌ لأقدَسِ نَاحية

بكَيانِ عَاشُوراء أُقسِّمُ أنَّ قَتلَكَ
لَمْ يَكُنْ إلَّا لثَّأرِ ” مُعَاوية ”

أقسَّى القُلوبِ فَضحتَها وكَشفتَ أنَّ
حِجَارةً تَبكيكَ لَيستْ قَاسية

الأرضُ قَبرُكَ
يا حُسَّينُ وحَشدُ أفئدَةٍ
مُولَهَّةٍ لقَبرِكَ سَاعِية

وأنا بركبِ الوالِهينَ وجدتُني
أمشَّي وأقدامُ القَصيدَةِ حافية

النص الرابع: العابر العاثر

%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%81

 

ما زِلْتَ تَعْظُمُ وَالْمَسَاْفَةُ تَقْصُرُ
بَيْنِيْ وَبَيْنَكَ خُطْوَتَاْنِ
سَأَعْبرُ
مِنْ عَاْلَمِيْ الدُّوْنِيِّ حَيْثُ جَهَاْلَتِيْ
حَاْوَلْتُ أَنْ أَسْمُوْ إِلَيْكَ
فَأَعثرُ
أَنَاْ فِيْ ظَلامِيْ غَاْرِقٌ
وَأَنَاْمِلِيْ تَتَلَمَّسُ الضَّوْءَ المُخَبَأَ فِيْ جيُوْبِ حَقِيْقَةِ الإِنْسَاْنِ
وَالإِنْسَاْنُ مِنْ دِوْنِ الحُسَيْنِ سَيَخْسَرُ
وَوَجَدْتَنِيْ أَعْمَى أَسِيِرُ بِلا عَصَاْيَ
يَلفُنِي كَهْفُ الدُّجَى
فَصَعَدْتَ مُمْتَطِيًا رِمَاْحَكَ
تَنْزفُ الآيَاْتِ مِنْ أَوْدَاْجِ أَحْمَدَ
وَالسَّمَاْءُ تَتَوَّجَتْ رَأْسًا
إِلَىْ يَوْمِ الْقِيَاْمَةِ يَزْهَرُ
رَأْسًا يُقَطِّرُ فِي عَمَاْيَ الضَّوْءَ وَالآمَاْلَ
عَلَّ مَحَاْجِرِيْ _بِنَزِيْفِ وَهْجِكَ_ عَلَّهَاْ تَتَنَوَّرُ
 
***
أَنَاْ كُنْتُ ظِلَّكَ فِي الطُّفُوْفِ
مَنَحْتَنِيْ شَكْلِيْ وَرُوْحِيْ مُذْ رَحْلَتَ
فَلَمْ يَزَلْ طَيْفُ الْحُسَيْنِ عَلَىْ أَنَاْيَ يُكَرَّرُ
مَاْ زِلْتَ مُنْذُ الذَّبْحِ تَقْبَعُ وَسْطَ ذَاْتِي
كُلَّ حِيْنٍ تَكْبُرُ
فَمَدَدْتُ نَحْرِيْ دُوْنَ نَحْرِكَ يَاْ حُسَيْنُ وَيُبْتَرُ
وَنَسَجْتُ أَضْلاعِي عَلَيْكَ كَبُرْدَةٍ
حَتَّى إِذَاْ مَرَّتْ خُيُوْلُ أُمَيَّةٍ
فَأَنَاْ وَأَنْتَ عَلَى الثَّرَىْ نَتَكَسَّرُ
وَأَنَاْ صَدَى الزَّهَرِاْءِ حِيْنَ تَتِيْهُ فِي الْبَيْدَاْءِ
تَسْأَلُ أَيْنَ..
أَيْنَ الخُنْصرُ؟
رَفَعَتْكَ زَيْنَبُ لِلسَّمَاْءِ سَحَاْبَةً
فَهَطَلْتُ مِنْكَ عَلَى التُّرَاْبٍ
أُبَعْثَرُ
أَنْمُو.. وَأَنْمُو
كُلَّمَاْ وَجَعُ الحُسَيْنِ عَلَى البَسِيِطَةِ يُمْطِرُ
 
***
 
أَنَاْ كُنْتُ شلْوًا مِنْ رُفَاْتِكَ عِنْدَمَاْ دَفَنُوْهُ
فَزَّ مِن التُّرَاْبِ إِلَى السَّمَا مُتَسَاْمِقًا
مَاْ حَرَّكَتْنِي عَنْ رُؤَاْكَ عَوَاْصِفُ الإِغْوَاْءِ
كَيْفَ يَمِيْلُ مَنْ أَلَمُ الحُسَيْنِ بِعُمْقِهِ مُتَجَذِّرُ
لاحِظْ مَلامِحِيَ الكَسِيْرَةَ
كَرْبَلاءُ شَبِيْهَتِي
تَحْمَرُّ عَيْنِي
إِذْ خِيَاْمُكَ تَسْعَرُ
وَيَفِيْضُ دَمْعِي
إِذْ دِمَاْؤُكَ أَنْهُرُ
وَأَعِيْشُ مَأْسُوْرًا بِجِلْدِي
هَذِهِ ذَاْتِي مُحَاْصَرَةٌ بِشَكْلِي
إِذْ نِسَاْؤُكَ تُؤْسَرُ
وَتَضِيْعُ ذَاْكِرَتِي مَعَ الأَطْفَاْلِ فِي الصَّحْرَاْءِ
بَلْ أَتَصَحَّرُ
 
***
سَأَمُرُّ مِنْ رُوْحِي إِلَيْكَ
فَإِنْهَاْ لَكَ مَعْبَرُ
بَيْنِيْ وَبَيْنَكَ خُطْوَتَاْنِ مَلِيْئَتَاْنِ مِن المَرَاْيَا
مَنْ تُرَى وَضَعَ المَرَاْيَا فِي الطَّرِيْقِ
وَحَاْكَ آلافَ الحَكَاْيَا
عَنْكَ.. عَنِّي.. عَنْ عَلاقَتِنَاْ
وَعَنْ قَلْبِي وَقَلْبِكَ
مَنْ تُرَى؟
رَسَمُوْكَ لِي
لَكِنْ نَسَوْا أَنْ يَرْسِمُوْا وَجْهِي مَعَكْ
عَزَفُوْكَ لِي لَحْنًا شَجِيًّا مُبْكِيًا
وَنَسَوْا بُكَاْئِي
أَفْجَعُوْنِي
بَيْنَمَا لَمْ يَعْزِفُوْا مَاْ أَفْجَعَكْ
أَحْيَوْا رُفَاْتَكَ
بَيْنَمَاْ رُوْحِيْ وَرُوْحَكَ تُقْبَرُ
سَأَمُرُّ مِنْ رُوْحِي إِلَيْكَ
فَإِنْهَاْ لَكَ معبرُ